أصحاب السبت
قال تعالى: (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ))( 65 البقرة )
أبطال هذه الحادثة جماعة من اليهود كانوا يسكنون في قرية ساحلية وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله ‘ لقد ابتلاهم الله عز وجل بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع فانهارت عزائم فرقة من القوم واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود – وبدأوا بالصيد يوم السبت ‘ لم يصطادوا السمك مباشرة وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد وهو محرّم عليهم . فانقسم أهل القرية لثلاث فرق: 1 ـ فرقة عاصية: تصطاد بالحيلة ‘ 2 ـ فرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب الله، 3 ـ وفرقة ثالثة سلبية: لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المنكر.
جاء أمر الله وحل بالعصاة العذاب، لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . أما الفرقة الثالثة التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المنكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. لقد كان العذاب شديدا ' لقد مسخهم الله وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.