كثرة ما أرى في النفس من أثر .. لكن يبقى أثر الحبيب أبقى ..
وكثرة ما يمر في الإنسان من صنوف النكبات والويلات .. لكن نكبة الخليل .. قتلة !
هناك بشر .. يعيشون على ملامة الأحبة وعتابهم !
بشار .. حذرهم فقال :
إذا كنتَ في كل الأمور معاتباً ××× صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه ..
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ××× مقارف ذنب تارة ومجانبه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ××× كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
العتاب .. قد يكون داء الأحباب .. أو دواء وصابون للقلوب !
مع كثرته .. وكثرة ترداد مواله على نفس الحبيب وقلبه .. تبدأ النفس البشرية بالتضجر والتململ منه .. وتحاول أن تهرب كل مرة من أسواطه على القلب ..
كيف تكسب قلبَ أخيك !؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : عاتب أخاك بالإحسان إليه .. واردد شره بالإنعام عليه !
ثم ! وما قيمة الدنيا ومدتها حتى نقضيها في العتاب والملامة !!
أقلل عتابك فالبقاء قليل ××× والدهر يعدل تارة ويميل !
بعضهم .. لا يهنأ له قرار حتى يصب جم عتابه على قلب صاحبه .. فيصبحه ويمسيه بوابل نبل عتابه وكلمات ملامه .. ويظن أن هذا هو الطريق الأصوب لكسب الأصحاب !!
أقلل عتاب من استربت بوده ××× ليست تنال مودة بعتاب
والعرب كانت تقول عن العتاب أنه صابون القلوب .
وقالت عنه يوماً ” كثرة العتاب تورث البغضاء !! “
والصديق الذي يكثر العتاب .. تهرب من ملاقاته النفوس .. وتتحاشى لقياه مخافة عتابه وملامته ..
وهناك خلة !
لا تعطيك إلا كل جميل من القول ..
تختار لك أطايب الكلام .. وتتفنن بسحرك بأعذب الكلمات ..
تعرف كيف تكسب القلوب وتسحرها ..
لا يعاتبك إلا عتاباً خفيفاً لذيذاً رقيقاً .. تحس بالراحة بعد انتهائه .. ولا يكثر منه ..
حبيب .. يواسيك .. يؤانسك .. يدخل البهجة والسرور على قلبك ..
يعطيك من نفسه ما لا يعطي نفسه منها ! ويؤثرك عليها بأجمل لحظاته وأنداها ..
حبيب .. لو أعطيته بعض قلبك .. أعطاك كله ..!
حبيب .. تأمن من نوائب الدهر معه .. وتعرف نفسك بحق بين يديه ..
يتحرك قلبك .. لكلمة منه .. لنظرة .. لعبارة ..!
حبيب .. كالذهب في أصالة معدنه .. وكالماس في غلاء ثمنه ..